الخميس، 25 نوفمبر 2010

وقفة عرفات علي جبل «أبوالحسن الشاذلي»

تنطلق خلال أواخر الأسبوع الجاري مواكب الزائرين لمقام وضريح سيدي أبوالحسن الشاذلي احتفالا بذكري مولده الذي يواكب أيام عيد الأضحي، وتشهد مواكب هذا العام توافد ملايين المصريين من المحافظات المختلفة احتفالا بعودة الموكب بكامل هيئته بعد أن منعت محافظة البحر الأحمر إقامة المولد في العام الماضي بحجة انتشار إنفلونزا الخنازير، وتعد زيارة "الشاذلي" من أهم الطقوس الصوفية في مصر، حيث يحتشد الزوار مع نذورهم أمام ساحات مساجد أولياء الله الصالحين المنتشرة في محافظات الوجه القبلي والبحري في انتظار "التريللات" أو السيارات الضخمة التي تنقلهم مع الذبائح والماء والطعام الي منطقة "حميسرة " التي يرقد فيها جسد "الشاذلي" واحتفالا بعودة الطقوس التي حجمها الأمن طوال الثلاث سنوات الماضية قامت الطرق الصوفية بتعليق لافتات علي أعتاب مساجد الإمام الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة تبلغ من خلالها الراغبين في السفر إلي ضريح "الشاذلي" بضرورة الاستعداد للرحلة قبل وقفة عيد الأضحي بيومين حيث تتواجد سيارات وأتوبيسات مجانية لنقل الزائرين لمسافة تزيد علي 800 كم.

الرحلة إلي ضريح القطب الصوفي الكبير سيدي "أبوالحسن الشاذلي" تتطلب مجهودا مضنيا ليس من حيث بٌعد المسافة كما يشير محمد إبراهيم أحد أتباع الطريقة الشاذلية وإنما مشقة وصعوبة الطريق من بعد مدينة القصير، حيث ينحدر بشكل مفاجئ ويمتلئ بالمنحنيات لذلك يلجأ ركاب الموكب إلي طرق مبتكرة لتسلية الطريق الطويل الوعر أبرزها تعليق مكبرات صوت وسماعات ضخمة علي أسطح السيارات تصدح بقصائد مديح القطب الكبير وآل البيت (ياساكن حميسرة فوقك قبة منورة اروي العطاشا بكاسات يا شاذلي معطرة) وتستلزم الزيارة الصحيحة للشاذلي تحرك المريد قبل وقفة عرفات بيومين كي يصل قبل بدء الاحتفال بيوم واحد يستريح فيه.. ومع شروق شمس يوم عرفة يصعد المريدون -يزيد عددهم علي مليون كل عام علي جبل حميسرة ويبقون فوقه حتي غروب الشمس ثم ينزلون بعدها ويلزمون خدمة المقام حتي لحظات الصباح الأولي من أول أيام عيد الأضحي.. وبعد صلاة العيد ينتظمون لذبح النذور وتوزيعها علي الزوار. ينتهي نسب سيدي أبوالحسن علي بن عبدالله الشاذلي إلي الإمام علي ابن أبي طالب وكان قطب الأقطاب في زمانه.. وقصده أئمة التصوف للاقتباس من نوره وعلمه، وهو من مواليد "سبته" إحدي قري إفريقية وتفقه وتصوف في تونس وسكن شاذلة ونسب إليها وكان المرسي أبوالعباس -صاحب الضريح الشهير بالإسكندرية -أبرع تلاميذه لذا زوجه من ابنته الوحيدة وهو الذي دفنه بيديه في مدينة حميسرة بالبحر الأحمر حين كان الشاذلي في طريقه للحج عام 656 هـ وعمره 63عاما بعد أن جمع أصحابه ومريديه وأوصاهم قائلا: إذا مت فعليكم بأبي العباس المرسي فإنه الخليفة من بعدي وسيكون له مقام عظيم، وحين أتي عليه الليل فرق مريديه من حوله.. طالبا الخلوة ذاكرا متضرعا في انتظار الموت يقول "الهي الهي حتي صمت وفاضت روحه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق